قرار بلافراج عن جثمان الشهيد مشهور طلب العاروري

رام الله- معا- لم تتوقع الحاجة امينة يوسف علي (75 عاما)، ان تصل بها الحياة الى اللحظة التي تتسلم بها جثمان ولدها الشهيد مشهور طلب صالح العاروري، رغم ان تتدخر وسيلة او تحرك مع المؤسسات الحقوقية والانسانية طيلة 23 عاما لكي تعرف مصير ولدها الذي استشهد قبل 33 وعاماً في عمليّة فدائيّة في الأغوار.

الحاجة امينة التي تعيش مع زوجها طلب العاروري في قرية عارورة، تقبلت نبأ امكانية تسلم جثمان ولدها واعتبرته انجازا انسانيا لكل عائلات الشهداء المفقودين والمحتجزة جثامينهم من قبل الاحتلال خاصة وان هذه هي المرة الاولى التي تقر بها سلطات الاحتلال باحتجازها جثمان الشهيد مشهور.

وحسب ما اكده اقارب العاروري، فان ترتيبات التسليم للجثمان سوف تتم من خلال اليات يجري التحضير لها حيث من المقرر ان يتسلم والدة ووالد العاروري من قبل سلطات الاحتلال دون الاعلان رسميا عن هذا الموعد.

وكان القائد العسكري في الضفة الغربيّة ابلغ عن قراره بالموافقة على تسليم جثمان الشهيد إلى أسرته في قرية عارورة في محافظة رام الله الامر الذي يمثل تطوّر جديد على صعيد الحملة الوطنيّة لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن المفقودين، حيث جاء هذا القرار على أثر الالتماس النوعي الذي تقدّم به مركز القدس للمساعدة القانونيّة وحقوق الإنسان بواسطة المحامي هيثم خطيب، إلى محكمة العدل العليا الإسرائيليّة، بخصوص الإفراج عن جثمان الشهيد مشهور صالح، الذي استشهد قبل 33 وعاماً في عمليّة فدائيّة في الأغوار.

وحسب ما أكّد المحامي هيثم خطيب أنّ المركز قد استلم ردّ من النيابة، العامة التي تمثّل القائد العسكري في الضفة الغربيّة، يوضّح قرار السلطات الإسرائيليّة بالإفراج عن جثمان الشهيد مشهور صالح، بناءاً على الالتماس الذي تمّ تقديمه إلى محكمة العدل العليا الإسرائيليّة قبل أربعة أسابيع.

واشار خطيب الى أنّ هذا الالتماس هو نوعي من الدرجة الأولى على الصعيد القانوني، بحيث طالب الالتماس السلطات الإسرائيليّة بالسماح لعائلة الشهيد مشهور صالح من الوصول إلى قبر ابنها للتأكد من انه توفي بالفعل، عبر استخدام فحص الحمض الريبي النووي "DNA"، وبعدها أن يتم نقل الجثمان إلى مدفن العائلة في بلدته عارورة، ليتسنى لذويه الدفن حسب التقاليد الإسلاميّة، موضحا أنّ الالتماس قد طالب السلطات الإسرائيليّة، في حالة عدم تسليم الجثمان، بأن تسمح زيارة قبر الشهيد بشكل دوري من قبل ذويه للصلاة عليه. إضافة إلى ذلك، فقد أكّد الالتماس أهميّة إبلاغ الأهل بشكل رسمي بمكان الدفن وإعطاء شهادة رسميّة تؤكّد الدفن حسب التقاليد الدينيّة الإسلاميّة.

وحذّرت القيادة الوطنيّة لحملة استرداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين من كون القرار الإسرائيلي محاولة التفاف وتنفيس للضغوط الوطنيّة والدوليّة على الحكومة الإسرائيليّة والتي تطالبها بتنفيذ ما جاء في القانون الدولي والإنساني في اتفاقيّات جينيف لعام 1949، والتي تلزم دولة الاحتلال باحترام كرامة الموتى، وتمكين ذويهم من تشييعهم ودفنهم وفقاً للتقاليد الدينيّة في الأقاليم المحتلة، وبما يليق بالكرامة الإنسانيّة لضحايا الحروب. ودَعت الحملة ذوي الشهداء والمفقودين إلى تعزيز وحدتهم وكفاحهم على مختلف المحاور السياسة والدبلوماسيّة والجماهيريّة والقانونيّة لتفويت هذه المحاولة الإسرائيليّة، مؤكّدةً أن هذهِ الثمرة الأولى للحملة، والتي لا بُدّ أن تتكلل بالإفراج عن جميع جثامين الشهداء الفلسطيني والعرب والكشف عن مصير المفقودين.

وطالبت الحملة في بيانها القيادة الفلسطينيّة وجميع القوى الوطنيّة والمؤسسات الحقوقيّة والدوليّة بأوسع حملة تضامن وإسناد لكفاح ذوي الضحايا، وتوجيه المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيليّة كي يتم إغلاق هذا الملف المأساوي في حياة المئات من أسر الشهداء الفلسطينيين والعرب الذين تحتجز إسرائيل جثامينهم، وعشرات الأُسر التي ما زال أبناؤها في عداد المفقودين وترفض السلطات الإسرائيلية الكشف عن مصيرهم.
واكدت الحملة على أنّها ماضية دون تردد حتى تحقيق هذا المطلب الوطني والإنساني وبأنها لن تنخدع بخطوات جزئيّة ومحدودة هدفها الالتفاف على مطالبها العادلة ومحاولة تنفيس الضغوط المتصاعدة ضد السياسة العنصريّة التي تمارسها حكومة إسرائيل.

الشهيد في سطور:
ولد الشهيد مشهور طلب صالح في عام 1956،في قرية عارورة، وتلقّى تعليمه في مدرستها ومدارس رام الله، وقد التحق بالعمل العسكري وهو في ريعان شبابه، فطاردته قوّات الاحتلال بسبب التحاقه بإحدى خلايا العمل العسكري السريّة التابعة للجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين، مما اضطرّه مغادرة الأراضي الفلسطينيّة المحتلة والعودة إليها ضمن دوريّة عسكريّة مؤلّفة من ثلاثة بتاريخ 17 أيّار 1976، عبرت الحدود الأردنيّة وقد استهدفت الدورية حسب أوامر قيادتها الوصول إلى مدينة نابلس، غير أنها اصطدمت بكمين قرب معسكر الجفتلك، حيث وقعت معركة عسكرية استمرت لساعات استشهد فيها المقاتلون الفلسطينيون الثلاثة، وهم إضافة إلى مشهور صالح: الشهيد حافظ وحيد أبو زنط من نابلس والشهيد خالد أبو زياد من مواليد البصة من قضاء يافا.

اللهم اجعل مثواه الجنه