وزير الدفاع اللبناني:الطائرة خالفت تعليمات برج المراقبة وسارت بعكس الاتجاه

أعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المرّ أن الطائرة خالفت تعليمات برج المراقبة وسارت بعكس الاتجاه المطلوب . ولفت المر مساء اليوم الاثنين إلى ان التسجيلات في برج المراقبة في مطار بيروت تثبت ان قائد الطائرة الاثيوبية التي سقطت طار في اتجاه معاكس لذاك الذي اوصاه به برج المراقبة.

وقال المر في مقابلة تلفزيونية ان "برج المراقبة طلب من قائد الطائرة ان يقود طائرته في اتجاه معين" تفاديا للعواصف، "الا انه سلك اتجاها معاكسا". غير انه اكد ان اسباب عدم تجاوب قائد طائرة البوينغ لم تعرف بعد، وقد تكون خارجة عن ارادته. واوضح المر ان قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه برج المراقبة، على ان يبلغ السلطات الملاحية بقراره. وكان وزير الدفاع رجح في تصريح سابق ان يكون "عامل الطقس مبدئيا سبب حادث الطائرة". وشهد لبنان خلال اليومين الماضيين عاصفة قوية وامطارا غزيرة.

من جهة ثانية، قال المر، ردا على سؤال عن عدد الجثث التي تم انتشالها حتى الآن نتيجة تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الاثيوبية جنوب بيروت، ان الاجتماع الوزاري الذي عقد مساء اليوم برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، اقر آلية لاحصاء الضحايا "لكي يكون العدد دقيقا ولتجنب الوقوع في الاخطاء". وقال ان هذه الآلية تعتمد على احتساب فقط الجثث "التي يتم نقلها الى المستشفى الحكومي" في بيروت "من دون احتساب كل ما هو قيد الانقاذ او على باخرة". واكد ما سبق لمسؤولين آخرين ان ذكروه حول نقل 14 جثة الى المستشفى المذكور حيث تجري معاملات التحقق من هويتها عير إجراء فحوص ال DNA على الجثث .

وردا على سؤال حول السماح في اقلاع الطائرة في هذه الاحوال الجوية السيئة، قال وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي إنّه قبل اقلاع الطائرة المنكوبة، اقلعت طائرات أخرى وأثناء التواصل مع قائد الطائرة كان هناك 3 طائرات في الجو ولم يكن هناك داع لوقف حركة سير الطيران. وأكد العريضي أنَّ النتائج النهائية بعد العثور على الصندوق الاسود هي التي تحدد سبب وقوع الطائرة، لافتًا إلى أنَّ قبطان الطائرة لم يلتزم بالمسار المحدد له، بالرغم من النداءات المتكرّرة التي وجهت إليه من برج المراقبة، كما تكشف الاتصالات المسجّلة التي تمَّت بين الطائرة وبرج المراقبة خلال الدقائق الأولى من إقلاع الطائرة. ولفت إلى أنَّه عندما فقد الاتصال مع الكابتن، كان الكابتن "قد عمل الفاف عجيب غريب".


وتقوم قطع بحرية تابعة للجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية بالبحث عن ركاب الطائرة الاثيوبية التسعين وتنقل الجثث الى قاعدة بحرية تابعة للجيش اللبناني، ثم تعمل فرق الاسعاف على نقلها الى المستشفى الحكومي. وكان مسؤولون تحدثوا في وقت سابق عن العثور على 21 جثة، بينما اشار آخرون الى انتشال 24 جثة. وتستمر عمليات البحث قبالة السواحل اللبنانية عن ركاب البوينغ وحطامها، فيما تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين مع مرور الوقت.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة كريستيان مونيتور الأميركية عن سيدني ديكر، وهو أستاذ سلامة الطيران بمدرسة الطيران في جامعة لوند في السويد، قوله :" لقد تم تصحيح مشكلة دفة القيادة من قِبل الشركة المصنعة ( التي كانت سبباً طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية في وقوع سلسلة من الحوادث ) وسأصاب بحالة كبيرة من الدهشة إذا ما تبين أن هناك ثمة صلة تربط بين تلك المشكلة التي جرى معالجتها وبين الحادث الذي وقع صباح اليوم". وتابع ديكر، وهو طيار كذلك لطائرات البوينغ 737، بقوله :" إذا صحت الروايات التي تحدثت عن اشتعال المحرك، فربما وقع الحادث نتيجة فقدان السيطرة على ارتفاع منخفض نسبياً. لقد تمت السيطرة على محركات الطائرات من طراز 737 من أجل تحقيق المتطلبات الخاصة بأداء الإقلاع أحادي المحرك، وهو ما يميل لإحداث حركة متحولة باتجاه المحرك الذي يُعرف بـ(the dead engine) في حالة فقدان السيطرة على المحرك عند الإقلاع". كما لم يستبعد ديكر احتمالية سقوط الطائرة نتيجة ضعف الرؤية في ظل وجود السحب المنخفضة مجتمعة ً مع الرياح العاتية.

الى ذلك، شكرت نائب القنصل الأثيوبي في لبنان يشي تامارات كل المسؤولين الذين "بذلوا كل جهدهم" بعد حادث تحطم الطائرة الأثيوبية، لافتةً إلى أن "وفداً من "أثيوبيان ايرلاينز" قد حضر إلى بيروت للتعاون مع لجنة التحقيق اللبنانية لمعرفة ما جرى، وسننتظر النتائج". تامارات، وفي حديث إلى "LBC"، أكدت "الاستعداد للتعاون مع لجنة التحقيق لمعرفة ما جرى"، مشددةً على أن "شركة "أثيوبيان ايرلاينز" تملك طاقمًا من الطيارين المحترفين".


وفي سياق متصل، وبعكس معظم الخطوط الجوية الافريقية، تتمتع الخطوط الجوية الإثيوبية بسجل جيد بالنسبة لسلامة الطيران. والخطوط الجوية الإثيوبية شركة مملوكة للحكومة وتسير رحلات الى 56 وجهة، منها 35 وجهة في افريقيا اي اكثر من اي شركة طيران اخرى، خاصة ان خبراء الطيران يقولون ان خطوط الطيران الافريقية لها سجل سيء في ما يتعلق بالسلامة. ولم تتحطم اي من طائرات الشركة الإثيوبية منذ 1996، عندما اختطفت طائرتها المتجهة من اديس ابابا الى نيروبي، وسقطت في البحر قرب جزر القمر بعدما نفد الوقود. وراح ضحية الحادث 123 شخصا من بين 175 من الركاب والطاقم كانوا على متنها.
وكان اخر حادث تحطم قبل ذلك عام 1988 عندما سقطت طائرة في رحلة داخلية لدى اصطدامها بسرب من الحمام وقتل 31 شخصا في الحادث.

ويشار الى ان كل طائرات الخطوط الاثيوبية من طراز بوينج، واعلنت مؤخرا انها تقدمت بطلبية للشركة الاميركية لشراء 10 طائرات من الجيل الجديد من طراز 800-737 بقيمة 767 مليون دولار، لتضاف الى ما تملكه من خمس طائرات 700-737 وطائرتين من طراز 800-737. وفي عام 2009، كانت الخطوط الاثيوبية اول شركة طيران افريقية تشتري وتشغل الطائرة الجديدة من طراز 200LR-777 كما كانت اول شركة افريقية تطلب شراء طائرة بوينج من طراز دريملاينر 787، حين طلبت شراء 10 طائرات جديدة في 2005.

وكانت ارباح الشركة تضاعفت في العام المالي 2008/2009 لتصل الى 128 مليون دولار نتيجة حملة تسويق قوية واجراءات لخفض التكاليف. والى جانب وجهاتها الافريقية، تسير الخطوط الاثيوبية 14 رحلة اسبوعيا الى بكين وجوانجزو في الصين و12 رحلة اسبوعيا الى نيودلهي ومومباي، وقال رئيس الشركة جيما ويك انها بصدد اضافة رحلات الى شنغهاي في الصين وشيناي وبنجالور في الهند. يذكر ان الخطوط الاثيوبية تعد واحدة من ثلاث شركات افريقية، الى جانب خطوط جنوب افريقيا والخطوط الكينية، تقود حملة تحديث وتطوير في صناعة السفر الجوي في افريقيا بطائرات جديدة وتحسن سجلات السلامة. وتفخر اثيوبيا بانها تملك شركة الطيران الافريقية الوحيدة التي تحقق ارباحا، وهناك منافسة شديدة على العمل في الشركة.

وتستمر عمليات البحث قبالة السواحل اللبنانية بحثا عن ركاب طائرة البوينغ الاثيوبية التي وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الاثيوبية سقطت في البحر جنوب بيروت بعدما شوهدت النار تندلع فيها، بعد دقائق من اقلاعها فجرا من مطار بيروت متجهة الى اديس ابابا وعلى متنها تسعون راكبا، وسط احوال جوية سيئة للغاية. وقال اللفتنانت كولونيل دييغو فولكو، المسؤول الاعلامي في قوة الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تشارك في عمليات البحث، لوكالة فرانس برس "ان اعمال البحث ستستمر طوال الليل".