الأمم المتحدة : زلزال هايتي من أسوأ الكوارث

وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الى بور او برانس عاصمة هايتي بعد خمسة ايام على الزلزال المدمر الذي ضرب هذا البلد واوقع عشرات الاف القتلى.
ومن المقرر ان يلتقي بان كي مون الرئيس الهايتي رينيه برافال ليبحث معه في حاجات البلاد لمواجهة الكارثة التي حلت بها، وقبيل مغادرة نيويورك الاحد وصف بان كي مون الزلزال بانه «اخطر ازمة انسانية منذ عقود».
وقال بان للصحافيين الذين يرافقونه «اغادر الى هايتي بقلب حزين لاعرب عن تضامن الامم المتحدة ودعمها الكامل للشعب الهايتي».
وتحدث عن ثلاث اولويات تفرض نفسها: انقاذ اكبر عدد من الناس، والاسراع في تقديم المساعدة الانسانية من مياه وغذاء وادوية ضرورية، وتنسيق المساعدة الخارجية. واكد الامين العام ايضا انه «كان يستعد للاسوأ» تعليقا على الثمن الباهظ الذي دفعه موظفو الامم المتحدة جراء الزلزال وتجلى خصوصا في الدمار الكامل الذي لحق بالمقر العام لبعثة المنظمة الدولية في هايتي.
واعلنت الامم المتحدة امس إن زلزال هايتي يعد من أسوأ الكوارث التي واجهتها لعدم توفر القدرات اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل منسق . وعبرت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيث بيرز في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة فجر امس عن القلق إزاء حجم المساعدات التي تصل إلى البلاد بشكل غير منسق ويلقي أعباء إضافية كونها عملية ضخمة بالنسبة للأمم المتحدة لأن الخدمات المدنية والمباني الإدارية في البلاد انهارت بشكل شبه كامل مايقلل من امكانية العمل بشكل جيد .
من جهة اخرى أكدت الامم المتحدة على لسان امينها العام بان كي مون وفاة ممثله الخاص في هاييتي هادي عنابي ونائبه لويز كارلوس دا كوستا والقائم بأعمال رئيس شرطة بعثة الأمم المتحدة دوغ كوتاس. وقال الأمين العام في بيان الليلة الماضية إن عنابي التونسي الجنسية كان أحد أكثر أبناء الأمم المتحدة إخلاصا والتزاما وإنه وهبها حياته وطاقته وشجاعته.
واوردت مذكرة حول هايتي اعدها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة ان منظمة الصحة العالمية «تقدر عدد القتلى بما بين اربعين وخمسين الفا». وتتطابق هذه الارقام مع اخر حصيلة ادلت بها السلطات الهايتية واشارت الى خمسين الف قتيل، فضلا عن 250 الف جريح ومليون ونصف مليون مشرد وانتشال اكثر من 25 الف جثة.
و افادت مصادر اعلامية ان عناصر من الشرطة الهايتية فتحوا النار صباح امس على لصوص كانوا يقومون بسرقة سوق في بورت او برانس ما ادى الى مقتل احدهم على الاقل.
وبعد خمسة ايام على وقوع الزلزال المدمر في هايتي، تكاثرت اعمال النهب من جانب سكان فقدوا كل شيء، في حين تجد قوافل الاغاثة صعوبات كبيرة في التحرك.
في غضون ذلك اعلن البابا بنديكتوس السادس عشر انه «يتابع ويشجع جهود المنظمات الخيرية العديدة التي تتولى امر الحاجات الضرورية الهائلة» لهايتي وذلك خلال قداس امس في الفاتيكان. وقال بنديكتوس السادس عشر ان «افكارنا تتجه الى سكان هايتي الاعزاء ونرفع (من اجلهم) صلوات حارة»، لافتا الى انه «يتابع بانتظام» الوضع في هذا البلد عبر السفير البابوي في بور او برانس.
واضاف البابا «في هذا الاطار، تبلغت بالرحيل المؤلم لاسقف (بور او برانس) ولعدد كبير من الكهنة ورجال الدين والعاملين في الارساليات»، وفي روما قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني امس إن بلاده مستعدة لإلغاء دين هايتي وتبلغ قيمة ديون هايتي لإيطاليا نحو 40 مليون يورو وأضاف فراتيني إن إيطاليا تعهدت بالفعل بتقديم خمسة ملايين يورو في شكل مساعدة مباشرة كإجراء إغاثة أولي.